ضغوط العمل هي السبب الرئيسي لتدهور الصحة النفسية بين القوى العاملة في معظم دول العالم. وجد استطلاع حديث أجرته شركة Deloitte أن حوالي 47 بالمائة من المهنيين أشاروا إلى ضغوط العمل باعتبارها العامل الأكبر الذي يؤثر على صحتهم النفسية، تليها التحديات المالية والتحديات المرتبطة بـ COVID-19.
وذلك يؤثر دون أدنى شك على مستوى الإنتاج ومدى إتقانه. وعلى ذلك يولي أرباب الأعمال اهتماما خاصا بمراقبة الصحة النفسية للعاملين لديها، ووضع الخطط الكفيلة بعلاج تلك الحالات. ومنها الاستعانة بالدراسات النفسية والسلوكية التي تجري في هذا المجال. والتي قدمت مجموعة هامة من النصائح يهمنا أن نعرضها على متابعينا في مقال اليوم.
1. الانفصال النفسي عن العمل
يرى الخبراء النفسيين أن الخروج من حالة ضغوط العمل، إنما يكون بالعودة بالجسم إلى حالة ما قبل التعرض لتلك الضغوط. إن ضغوط العمل تتسبب في الشعور بالقلق والإرهاق، مع ارتفاع في مستويات هرمون التوتر المعروف بهرمون الكورتيزول.
والحل في أن يعود الجسم لمستوياته الطبيعية. وذلك بالحصول على قسط كاف من الاسترخاء والراحة.
والخطوة الأولى في العلاج عادة ما تكون بالانفصال الجسدي والنفسي الكامل عن أجواء العمل، واختيار المجال المفضل لك لتحقيق اكبر قدر من الراحة والاسترخاء. قد يكون ذلك بالتروض في الهواء الطلق، أو قراءة كتاب، أو ممارسة هواية تحبها مثل الرسم أو التصوير. المهم أن تصرف ذهنك تماما عن مشاكل العمل ونظامه.
إذا نجحت في التخلص من التفكير في العمل بشكل جدي، سوف يساعدك ذلك على سرعة التعافي، وسوف تشعر بالمزيد من الإيجابية والرغبة في الإنجاز وتحقيق النجاح.
2. فواصل صغيرة خلال اليوم تحدث تأثيرا جيدا
اعتاد الناس على الراحة الأسبوعية، أو العطلات الطويلة، وهي لا تكفي في النهاية لتحقيق التوازن النفسي والتخلص من التوتر وضغوط العمل، لذلك فالشخص في احتياج لفترات قصيرة من الراحة تتخلل يوم العمل ذاته. يمكنك القيام لصنع كأس من الشاي أو العشاب المفضلة لك. او تناول وجبة خفيفة تجدد بها نشاطك. يمكنك أيضا قضاء بضع دقائق في التخيل. المهم أن تتحاشي النظر في الهاتف في فترات راحتك.
3. انتقاء النشاط المفضل
من المهم عندما تقرر الحصول على فاصل استرخاء، أن تحدد نوع النشاط الذي سوف تمارسه خلال فترة الراحة. أحيانا تأخذنا النشطة الاجتماعية وتضيع علينا فترة الاسترخاء التي نحتاج إليها. أن مارست أي من تلك الأنشطة، ليكن ذلك باختيارك، وفي التوقيت المناسب لك، وليس عن طريق الارتباط الذي يلزمك بواجب جديد أن تسعى للتخلص منه.
4. الأنشطة عالية الجهد تساوي نتائج رائعة
ليس بالضرورة أن تكون فترة الراحة استرخاء بالكامل. المقصود بفترة الراحة الخروج من مود العمل وكسره بممارسة نشاط آخر. قد يكون الذهاب إلى صالة اللعاب الرياضية، وممارسة بعض التمرينات القوية، أو التنزه والجري اختيار جيد يعدل مزاجك تماما، وينقلك لإحساس بالرضا والنشاط.
5. بناء بيئة تساعد على الانتعاش
تظهر الأبحاث أن الوصول إلى الطبيعة في العمل، بإجراء المقابلات في الأماكن المفتوحة، والحدائق العامة، والمساحات الخضراء، يمكن أن يساعدك في تخفيف التوتر في أقل من 10 دقائق. يمكنك على سبيل المثال عقد الاجتماع في الهواء الطلق، أو في إحدى القاعات المفتوحة على الحديقة مثلا، يمكن أيضا للنوافذ الكبيرة في المكتب للسماح بدخول الكثير من ضوء النهار والمساحات الخضراء الداخلية أن تحقق نتائج إيجابية في تحسين مزاجك العام وتساعدك على الشعور بمزيد من النشاط. ببساطة، تدعي أن التعرض المباشر أو غير المباشر للطبيعة يمكن أن يشكل أساسًا رائعًا للتعافي من ضغوط العمل, وإن قضاء دقائق باسترخاء في أحد الحدائق، له تأثير رائع على مزاجك العام.